الخميس، 3 مارس 2016

الوسائل التعليميّة مفهومها ـ أهميّتها ـ تصنيفاتها, شروط اختيارها واستخدامها

الوسائل التعليميّة
مفهومها ـ أهميّتها ـ تصنيفاتها, شروط اختيارها واستخدامها
 مقدمه :
  الوسائل التعليميّة مكوّن هامّ من مكوّنات المنهج الحديث , وهي تؤثّر في بقيّة المكوّنات , كما أنّها تتأثر بكلّ منها , فنجاح أيّ منهج تعليميّ رهن بتكامل مكوّناته , إذ لا يمكن لأيّ مكوّن من تلك المكوّنات أن يستغني عن  المكوّنات الأخرى , أو أن يحقّق منفرداً أهداف المنهج .
لقد أصبحت النظرة القائلة بأنّ تحقيق أهداف المنهج يتوقف على جودة مكوّن واحد أو أكثر من مكوّناته بالية وقديمة , فالنظرة النظاميّة للمنهج تعني الاهتمام بها جميعاً , فهي مسؤولة معاً عن نجاح أيّ منهج أو إخفاقه .

مفهوم الوسائل التعليميّة و تقنيات التعلم:
أولى المربون منذ القدم اهتمامهم بالوسائل التعليمية ، اذ كانوا ينظرون اليها نظرة احترام لما لمسوا من أثر لها في تحسين عملية التعلم .
ولما تطور العلم الحديث ، واكتشف أثر الحواس في العملية التعليمية التعلمية ، اجمع المربون على فائدتها وأثرها الواضح في اثراء عملية التعلم .
وقد تعددت أسماء هذه الوسائل نتيجة التدرج في تسميتها على مر السنين ، ومن هذه الاسماء : وسائل الايضاح ، والوسائل البصرية والوسائل السمعية ، والوسائل المعينة ، والوسائل التعليمية ، ووسائل الاتصال التعلمية ، وآخر تسمياتها تقنيات التعلم ( تكنولوجيا التعلم )  .
وكانت هذه التسميات تطلق عليها حسب اقتناعهم بفائدتها وحسب الحواس التي تثيرها في اكتساب الخبرات ، ونلاحظ أن تطور هذه التسميات مع تطور الاختراعات وتعددها . 
وقد كان يوجه لكل تسمية من التسميات السابقة نقد، لما فيها من مآخذ :
_ فمن أطلقوا عليها وسائل بصرية ، أهملوا دور الحواس الأخرى في اكتساب الخبرات ، وكذلك من أسموها الوسائل السمعية أو السمعية البصرية .
_ أما تسميتها الوسائل المعينة فلأنها تعين المتعلم على اكتساب الخبرات . وبغض النظر عن التسمية فلم تكن الا تسميات جانبية لأنها تهتم بجانب وتهمل الجوانب الأخرى .
ومما تقدم تم صياغة مفهوم الوسائل التعليمية ومن ثم صياغة تقنيات التعليم كما يلي :
 _  الوسيلة التعليميه هي كل ما يستعين به المعلم على تفهيم الطلاب وتوضيح المعلومات لهم.
_  الوسيلة التعليمية هي ما يتفاعل معها الأفراد وفق شروط معينة ، ليتعلموا ما يهمهم من مفاهيم ومعلومات ومهارات ومبادئ واتجاهات .
_ الوسيلة التعليمية هي كل أداة يستخدمها المدرس لتحسين العملية التعليمية التعلمية ، وتوضيح المعاني والأفكار ، أو تدريب التلاميذ على المهارات وتنمية الاتجاهات أو غرس القيم فيهم ، دون أن يعتمد المدرس أساسا على الألفاظ والرموز والأرقام .
ونلاحظ من التعريفات السابقة أنّها متّفقة على أنّ الوسائل التعليميّة هي: أدوات وموادّ وأجهزة يستخدمها المعلّم أو المعلّم والمتعلّم معاً , داخل الصفّ أو خارجه , بهدف تحقيق أهداف العمليّة التعليميّة التعلّميّة .

وعندما درج مصطلح تقنية التعليم ( تكنولوجيا التعليم ) ، أقبل المربون على استخدام الأجهزة الحديثة في التعليم ، وتطور المفهوم ليشمل الافادة من الأجهزة في تخطيط وتنفيذ وتقويم وحدات التعليم التربوي ، لتحسين عملية التعليم والتعلم في مختلف المراحل التعليمية ومن أهم هذه التعريفات ما يلي :
_ التقنيات التربوية هي عملية منهجية منظمة في تصميم وتنفيذ وتقويم العملية التعليمية التعلمية ، في ضوء أهداف معينة ، تقوم أساسا على نتائج البحوث في مجالات المعرفة المختلفة .
_ تقنيات التعليم هي استخدام الوسائل والأجهزة والأساليب والبرامج والمنتجات العلمية ، من أجل تحسين عملية التدريس .
_ التقنية هي مختلف الطرائق والمواد والأجهزة والتنظيمات والاجراءات التي تستخدم في التعليم من أجل تطوره ورفع كفايته .
ونشير هنا إلى وجود فروق بين الوسائل التعليميّة وتقنيات التعليم تتلخّص في أنّ تقنيات التعليم هي " تطبيق نظميّ لمبادئ التعليم ونظريّاته عمليّاً في الواقع الفعليّ في ميدان التعليم, أي أنّها تفاعل منظّم بين العناصر البشريّة المشاركة في عمليّة التعليم والأجهزة والموادّ التعليميّة ؛ وذلك بهدف تحقيق الأهداف التعليميّة أو حلّ مشكلات التعليم , إلاّ أنّ الوسائل تمثّل جزءاً من منظومة تقنيات التعليم , وأحد عناصرها ؛ لهذا فإنّ مصطلح تقنيّات التعليم أكثر عموميّة وشمولاً من مصطلح الوسائل التعليميّة " .
كما نشير أيضاً إلى الفرق بين الأجهزة التعليميّة والموادّ التعليميّة ,إذ " يقصد بالموادّ التعليميّة كلّ ما يحمل أو يختزن محتوى تعليميّاً, كالصور والأفلام والشافّات والشرائح والخرائط واللوحات والملصقات والمطويّات والكتب , أمّا الأجهزة التعليميّة فيقصد بها المعدّات أو الأجهزة اللازمة لعرض محتوى الموادّ التعليميّة " .


الوسائل التعليميّة وعناصر المنهج الأخرى :
تعدّ الوسائل التعليميّة مكوّناً هامّاً من مكوّنات المنهج المدرسيّ , حيث تسهم في تبسيط المعقّد , وتوضيح التفاصيل , وزيادة الدافعيّة نحو التعلّم , وتثبيت المعلومات , وتنمية المهارات , وإكساب الاتّجاهات الإيجابيّة ؛  حيث ثبت أنّ إشراك أكثر من حاسّة في العمليّة التعليميّة التعلّميّة يساعد على تعلّم أفضل , وأطول عمراً , كما أنّ استخدام الوسائل التعليميّة , وإشراك الطلبة في تصنيعها واستخدامها , يصقل مهاراتهم , ويحقّق ذواتهم , ويشبع  ميولهم ورغباتهم , بحيث يعدّل من سلوكهم واتّجاهاتهم نحو الأفضل  .
وهناك علاقة وثيقة بين نوع الوسيلة المستخدمة من جهة , وكلّ من مستوى المتعلّم , ونوعيّة المادّة الدراسيّة , وطريقة التدريس المستخدمة , ومرحلة الدرس من جهة أخرى , فما يصلح لمستوى معيّن من المتعلّمين قد لا يصلح لمستوى آخر منهم , وما قد يكون ناجعاً في مادّة , قد لا يكون كذلك في مادّة أخرى , وما قد يناسب طريقة ما , قد لا يكون مناسباً عند استخدام طريقة مغايرة , وما قد يفيد في بداية الدرس قد تتلاشى فائدته في مرحلة أخرى منه ,  وهنا يبرز دور المعلّم في اختيار  الوسيلة المثلى , واستخدامها في الموقف التعليميّ التعلّميّ الأمثل .

أهميّة الوسائل التعليميّة :
تنبع أهميّة الوسائل التعليميّة في تحقيق أهداف المنهج من خلال الأمور الآتية :
1.    تشويق التلاميذ للتعلم وامتاعهم ، واذكاء نشاطهم .
2.    تنمية حب الاستطلاع في المتعلم ، وترغيبه في التعلم .
3.    تقوية العلاقة بيت المتعلم والمعلم ، لأن تبسيط عملية التعلم باستخدام الوسائل يحبب الطالب بالمعلم ، وبالتالي تزيد ثقة طلابه به ، فيتقربون اليه .
4.    تساعد على معالجة مشاكل النطق عند بعض المتعلمين كالتأتأة وغيرها .
5.    تؤكد شخصية المتعلم وتقضي على خجله .
6.    تساعد على ربط الأجزاء ببعضها ، والأجزاء بالكل ، ومعرفة نسبة الأشياء .
7.    تعلم المعاني الصحيحة للعبارات والمفردات الغامضة والمجردة بأقل الأخطاء ، وأقصر الأوقات ، وتزيد من ثروة الطالب اللغوية .
8.    تشوق الطالب للتعلم بواسطة العمل ، وترغّب فيه .
9.    تساعد على جلب العالم الخارجي الى غرفة الصف ، مما يذكي في الطالب الحس الزماني والمكاني .
10. تحرر الطالب من دوره التقليدي الذي كان فيه دائماً مستمعاً، وتجعله مشاركأ وتقوي فيه روح الاعتماد على النفس .
11. تيسير وتسهيل عملية التعلم والتعليم .
12. توفير وقت وجهد كل من المعلم والمتعلم .
13. تتيح من خلال ربط الخبرات الجديدة بالخبرات السابقة فرص التعلم الجيد لادراك الحقائق العملية .
14. تقوي روح التأمل في المتعلم واستنباط المعارف الجديدة ، مما يساعده في حل مشاكله .



معايير اختيار الوسيلة التعليمية
1-  تعبير الوسيلة عن الموضوع .
2-  ارتباطها بالهدف المحدد المراد تجديده .
3-  مناسبة الوسيلة لأعمار الطلبة .
4-  وضوح الوسيلة وقدرة المعلم على استخدامها.
5-  سهولة استخدامها ووضوحها .
6-  تناسب قيمتها مع الجهد والمال المبذولين .
7-  ملائمتها مع طريقة التدريس .
8-    مناسبة الوسيلة لأعمار الطلبة.
9-  عدم ازدحام الدرس بالوسائل التعليمية.

القواعد العامة لاستخدام الوسائل التعليمية :
أولاً : القواعد التي يجب مراعتها في اعداد الوسائل التعليمية :
1-  التفكير بالغرض أو الأغراض التي سوف تحققها الوسيلة ، مما يساعد المدرس على حسن اعداد أو اختيار الوسيلة التعليمية المناسبة .
2-  اختيار الوسيلة التعليمية حسب موضوع التعلم وظروف الطلاب والامكانات المتوفرة ، سواء كانت مكانية أو زمانية .
3-  أن يتعرف المعلم الوسيلة التي وقع اختياره عليها ، بهدف الاحاطة بمحتوياتها وخصائصها ، ومدى مناسبتها لموضوع الدرس ، وأهدافه وخبرات التلاميذ .
4-  أن يقوم بتجريب الوسيلة المختارة ، وعمل خطة لاستخدامها في ضوء الأهداف المراد تحقيقها .
5-  أن يقوم بتهيئة أذهان الطلاب لاستخدام الوسيلة ، بحيث يتكون لديهم صورة عن موضوعها ، والغرض من استخدامها .
6-  أن يقوم بتهيئة المكان على النحو الذي يساعد في استخدام الوسيلة المختارة، استخداماً يؤدي الى تحقيق الفائدة المرجوة منها .



ثانياً : القواعد التي يجب مراعاتها في استخدام الوسائل التعليمية
1-  تهيئة المناخ المناسب لاستخدامها .
2-  استخدام أسلوب مناسب في استخدامها يؤدي الى ادراك التلاميذ وحصول الفائدة .
3-  تحديد الغرض من الوسيلة في كل خطوة ، أثناء سير الدرس .
4-  تستخدم الوسيلة عند الحاجة ، وتحجب بعد أداء وظيفتها .
5-  يولي المعلم الوسيلة نصيباً كبيراً من الجهد والدراسة حيث اعداد الدرس ، وفي عرضها لا يستغنى عن الشرح .
6-  يحرص المعلم على اشراك التلاميذ بشكل فاعل في اختيار الوسيلة ، وفي اثارة الأسئلة .

7-  يحرص المعلم على أن تكون الوسيلة التعليمية التعلمية وسيلة تعلم وتعليم ، وليس فقط للتوضيح .

هناك تعليق واحد: