الوسائل
التعليميّة
مفهومها
ـ أهميّتها ـ تصنيفاتها, شروط اختيارها واستخدامها
مقدمه :
الوسائل
التعليميّة مكوّن هامّ من مكوّنات المنهج الحديث , وهي تؤثّر في بقيّة المكوّنات ,
كما أنّها تتأثر بكلّ منها , فنجاح أيّ منهج تعليميّ رهن بتكامل مكوّناته , إذ لا
يمكن لأيّ مكوّن من تلك المكوّنات أن يستغني عن
المكوّنات الأخرى , أو أن يحقّق منفرداً أهداف المنهج .
لقد أصبحت النظرة
القائلة بأنّ تحقيق أهداف المنهج يتوقف على جودة مكوّن واحد أو أكثر من مكوّناته
بالية وقديمة , فالنظرة النظاميّة للمنهج تعني الاهتمام بها جميعاً , فهي مسؤولة
معاً عن نجاح أيّ منهج أو إخفاقه .
مفهوم الوسائل
التعليميّة و تقنيات التعلم:
أولى المربون منذ القدم اهتمامهم بالوسائل التعليمية
، اذ كانوا ينظرون اليها نظرة احترام لما لمسوا من أثر لها في تحسين عملية التعلم
.
ولما تطور العلم الحديث ، واكتشف أثر الحواس في العملية التعليمية التعلمية
، اجمع المربون على فائدتها وأثرها الواضح في اثراء عملية التعلم .
وقد تعددت أسماء هذه الوسائل نتيجة التدرج في تسميتها على مر السنين ، ومن
هذه الاسماء : وسائل الايضاح ، والوسائل البصرية والوسائل السمعية ، والوسائل
المعينة ، والوسائل التعليمية ، ووسائل الاتصال التعلمية ، وآخر تسمياتها تقنيات
التعلم ( تكنولوجيا التعلم ) .
وكانت هذه التسميات تطلق عليها حسب اقتناعهم بفائدتها وحسب الحواس التي
تثيرها في اكتساب الخبرات ، ونلاحظ أن تطور هذه التسميات مع تطور الاختراعات
وتعددها .
وقد كان يوجه لكل تسمية من التسميات السابقة نقد، لما فيها من مآخذ :
_ فمن أطلقوا عليها وسائل بصرية ، أهملوا دور الحواس الأخرى في اكتساب
الخبرات ، وكذلك من أسموها الوسائل السمعية أو السمعية البصرية .
_ أما تسميتها الوسائل المعينة فلأنها تعين المتعلم على اكتساب الخبرات .
وبغض النظر عن التسمية فلم تكن الا تسميات جانبية لأنها تهتم بجانب وتهمل الجوانب
الأخرى .
ومما تقدم تم صياغة مفهوم الوسائل التعليمية ومن ثم صياغة تقنيات التعليم
كما يلي :
_
الوسيلة التعليميه هي كل ما
يستعين به المعلم على تفهيم الطلاب وتوضيح المعلومات لهم.
_ الوسيلة التعليمية هي ما يتفاعل
معها الأفراد وفق شروط معينة ، ليتعلموا ما يهمهم من مفاهيم ومعلومات ومهارات
ومبادئ واتجاهات .
_ الوسيلة التعليمية هي كل أداة يستخدمها المدرس لتحسين العملية التعليمية
التعلمية ، وتوضيح المعاني والأفكار ، أو تدريب التلاميذ على المهارات وتنمية الاتجاهات
أو غرس القيم فيهم ، دون أن يعتمد المدرس أساسا على الألفاظ والرموز والأرقام .
ونلاحظ من التعريفات السابقة أنّها متّفقة على أنّ
الوسائل التعليميّة هي: أدوات وموادّ وأجهزة يستخدمها المعلّم أو المعلّم
والمتعلّم معاً , داخل الصفّ أو خارجه , بهدف تحقيق أهداف العمليّة التعليميّة
التعلّميّة .
وعندما درج مصطلح تقنية التعليم ( تكنولوجيا التعليم ) ، أقبل المربون على
استخدام الأجهزة الحديثة في التعليم ، وتطور المفهوم ليشمل الافادة من الأجهزة في
تخطيط وتنفيذ وتقويم وحدات التعليم التربوي ، لتحسين عملية التعليم والتعلم في
مختلف المراحل التعليمية ومن أهم هذه التعريفات ما يلي :
_ التقنيات التربوية هي عملية منهجية منظمة في تصميم وتنفيذ وتقويم العملية
التعليمية التعلمية ، في ضوء أهداف معينة ، تقوم أساسا على نتائج البحوث في مجالات
المعرفة المختلفة .
_ تقنيات التعليم هي استخدام الوسائل والأجهزة والأساليب والبرامج
والمنتجات العلمية ، من أجل تحسين عملية التدريس .
_ التقنية هي مختلف الطرائق والمواد والأجهزة والتنظيمات والاجراءات التي
تستخدم في التعليم من أجل تطوره ورفع كفايته .
ونشير هنا إلى وجود فروق بين الوسائل التعليميّة
وتقنيات التعليم تتلخّص في أنّ تقنيات التعليم هي " تطبيق نظميّ لمبادئ
التعليم ونظريّاته عمليّاً في الواقع الفعليّ في ميدان التعليم, أي أنّها تفاعل
منظّم بين العناصر البشريّة المشاركة في عمليّة التعليم والأجهزة والموادّ
التعليميّة ؛ وذلك بهدف تحقيق الأهداف التعليميّة أو حلّ مشكلات التعليم , إلاّ
أنّ الوسائل تمثّل جزءاً من منظومة تقنيات التعليم , وأحد عناصرها ؛ لهذا فإنّ
مصطلح تقنيّات التعليم أكثر عموميّة وشمولاً من مصطلح الوسائل التعليميّة " .
كما نشير أيضاً إلى الفرق بين الأجهزة التعليميّة والموادّ التعليميّة ,إذ
" يقصد
بالموادّ التعليميّة كلّ ما يحمل أو يختزن محتوى تعليميّاً, كالصور والأفلام
والشافّات والشرائح والخرائط واللوحات والملصقات والمطويّات والكتب , أمّا الأجهزة
التعليميّة فيقصد بها المعدّات أو الأجهزة اللازمة لعرض محتوى الموادّ التعليميّة
" .
الوسائل
التعليميّة وعناصر المنهج الأخرى :
تعدّ الوسائل
التعليميّة مكوّناً هامّاً من مكوّنات المنهج المدرسيّ , حيث تسهم في تبسيط
المعقّد , وتوضيح التفاصيل , وزيادة الدافعيّة نحو التعلّم , وتثبيت المعلومات ,
وتنمية المهارات , وإكساب الاتّجاهات الإيجابيّة ؛ حيث ثبت أنّ إشراك أكثر من حاسّة في العمليّة
التعليميّة التعلّميّة يساعد على تعلّم أفضل , وأطول عمراً , كما أنّ استخدام
الوسائل التعليميّة , وإشراك الطلبة في تصنيعها واستخدامها , يصقل مهاراتهم ,
ويحقّق ذواتهم , ويشبع ميولهم ورغباتهم ,
بحيث يعدّل من سلوكهم واتّجاهاتهم نحو الأفضل
.
وهناك علاقة
وثيقة بين نوع الوسيلة المستخدمة من جهة , وكلّ من مستوى المتعلّم , ونوعيّة
المادّة الدراسيّة , وطريقة التدريس المستخدمة , ومرحلة الدرس من جهة أخرى , فما
يصلح لمستوى معيّن من المتعلّمين قد لا يصلح لمستوى آخر منهم , وما قد يكون ناجعاً
في مادّة , قد لا يكون كذلك في مادّة أخرى , وما قد يناسب طريقة ما , قد لا يكون
مناسباً عند استخدام طريقة مغايرة , وما قد يفيد في بداية الدرس قد تتلاشى فائدته
في مرحلة أخرى منه , وهنا يبرز دور
المعلّم في اختيار الوسيلة المثلى ,
واستخدامها في الموقف التعليميّ التعلّميّ الأمثل .
أهميّة الوسائل
التعليميّة :
تنبع أهميّة
الوسائل التعليميّة في تحقيق أهداف المنهج من خلال الأمور الآتية :
1.
تشويق التلاميذ للتعلم وامتاعهم ، واذكاء نشاطهم .
2.
تنمية حب الاستطلاع في المتعلم ، وترغيبه في التعلم .
3.
تقوية العلاقة بيت المتعلم والمعلم ، لأن تبسيط عملية التعلم باستخدام
الوسائل يحبب الطالب بالمعلم ، وبالتالي تزيد ثقة طلابه به ، فيتقربون اليه .
4.
تساعد على معالجة مشاكل النطق عند بعض المتعلمين كالتأتأة وغيرها .
5.
تؤكد شخصية المتعلم وتقضي على خجله .
6.
تساعد على ربط الأجزاء ببعضها ، والأجزاء بالكل ، ومعرفة نسبة الأشياء .
7.
تعلم المعاني الصحيحة للعبارات والمفردات الغامضة والمجردة بأقل الأخطاء ،
وأقصر الأوقات ، وتزيد من ثروة الطالب اللغوية .
8.
تشوق الطالب للتعلم بواسطة العمل ، وترغّب فيه .
9.
تساعد على جلب العالم الخارجي الى غرفة الصف ، مما يذكي في الطالب الحس
الزماني والمكاني .
10.
تحرر الطالب من دوره التقليدي الذي كان فيه دائماً مستمعاً، وتجعله مشاركأ
وتقوي فيه روح الاعتماد على النفس .
11.
تيسير وتسهيل عملية التعلم والتعليم .
12.
توفير وقت وجهد كل من المعلم والمتعلم .
13.
تتيح من خلال ربط الخبرات الجديدة بالخبرات السابقة فرص التعلم الجيد
لادراك الحقائق العملية .
14.
تقوي روح التأمل في المتعلم واستنباط المعارف الجديدة ، مما يساعده في حل
مشاكله .
معايير اختيار الوسيلة التعليمية
1- تعبير الوسيلة عن الموضوع .
2- ارتباطها بالهدف المحدد المراد تجديده .
3- مناسبة الوسيلة لأعمار الطلبة .
4- وضوح الوسيلة وقدرة المعلم على استخدامها.
5- سهولة استخدامها ووضوحها .
6- تناسب قيمتها مع الجهد والمال المبذولين .
7- ملائمتها مع طريقة التدريس .
8- مناسبة الوسيلة لأعمار الطلبة.
9- عدم ازدحام الدرس بالوسائل التعليمية.
القواعد العامة لاستخدام الوسائل التعليمية
:
أولاً : القواعد التي يجب
مراعتها في اعداد
الوسائل التعليمية :
1- التفكير بالغرض أو الأغراض التي سوف تحققها الوسيلة ،
مما يساعد المدرس على حسن اعداد أو اختيار الوسيلة التعليمية المناسبة .
2- اختيار الوسيلة التعليمية حسب موضوع التعلم وظروف الطلاب
والامكانات المتوفرة ، سواء كانت مكانية أو زمانية .
3- أن يتعرف المعلم الوسيلة التي وقع اختياره عليها ، بهدف
الاحاطة بمحتوياتها وخصائصها ، ومدى مناسبتها لموضوع الدرس ، وأهدافه وخبرات
التلاميذ .
4- أن يقوم بتجريب الوسيلة المختارة ، وعمل خطة لاستخدامها
في ضوء الأهداف المراد تحقيقها .
5- أن يقوم بتهيئة أذهان الطلاب لاستخدام الوسيلة ، بحيث
يتكون لديهم صورة عن موضوعها ، والغرض من استخدامها .
6- أن يقوم بتهيئة المكان على النحو الذي يساعد في استخدام
الوسيلة المختارة، استخداماً يؤدي الى تحقيق الفائدة المرجوة منها .
ثانياً : القواعد التي يجب مراعاتها في استخدام الوسائل التعليمية
1- تهيئة المناخ المناسب لاستخدامها .
2- استخدام أسلوب مناسب في استخدامها يؤدي الى ادراك
التلاميذ وحصول الفائدة .
3- تحديد الغرض من الوسيلة في كل خطوة ، أثناء سير الدرس .
4- تستخدم الوسيلة عند الحاجة ، وتحجب بعد أداء وظيفتها .
5- يولي المعلم الوسيلة نصيباً كبيراً من الجهد والدراسة
حيث اعداد الدرس ، وفي عرضها لا يستغنى عن الشرح .
6- يحرص المعلم على اشراك التلاميذ بشكل فاعل في اختيار
الوسيلة ، وفي اثارة الأسئلة .
7- يحرص المعلم على أن تكون الوسيلة التعليمية التعلمية
وسيلة تعلم وتعليم ، وليس فقط للتوضيح .
بارك الله فيكم
ردحذف